الثلاثاء، 8 يوليو 2008

رعشة صمت !


ربما تمر علينا مواقف نتمنى لو كنا لا شئ على أن تمر علينا ونشعر في قلوبنا بان كرامتنا بداخلنا اقتربت صفرا,,,
وخصوصا إذا كان المتحكم بهذا الموقف هو من أحقر الإنس الذين تعرف عنهم ,,,
أن يتحكموا بإنسان وكأنه لعبة بين أيديهم ,, يعصبون ويربطون , قف , اجلس ,,, وهذا الشخص ليس بمقدوره تحريك ساكن وكانه أشبه بجماد ساكن,,
:

ليس غريباً علي وبشكل يومي أن أذهب أنا ورفاقي الى منطقة المدرج الأثري الذي ينزوي قليلا عن البلدة ,,,, لكن الغريب كان اليوم هو أن ما يقال لهم " الجيش الإسرائيلي " كانوا بالبلدة , لم يكن ذلك بالشئ الغريب عني , فهو روتيني بالنسبة لهم ولنا , يأتون كل يوم يحتكون بالصبية ويذهبون ,,,,,
فبعد رحيلهم عن القرية اليوم قررنا أن نكمل برنامجنا والذهاب إلى ما ذكر أعلاه ,,
لم نلبث أن نصل إلى ومجموعة من "المشاه" تظهر لنا وترفع اسلحتها وتنادي علينا ,, حاولت أن أستدرك مشاعري وأن اجعل الموضوع طبيعي وان أبقى أمشي طبيعياً ولا أكتفي بالركض والهرب بعيدا مثلما فعل الأغلبية ,,,
يرفعون اسلحتهم ويصرخون " وين رايحين " ,,بنكزدر ,, "إنتو التنين بتكزدرو وين راح البقية " ,, ما بعرف شكلوا في إشي رعبهم
اخرج الجندي العمامة والرباط ,, " شو بدك فيي " ,, "خليك ساكت"
جنديان أمسكا بي والثالث ربط وكمم ,,,وفعلوا برفيقي مثل ما فعلوا بي ,,,
وقتها شعرت باني لا اساوي حشرة امام هذا الإذلال والسكوت الذي يعتري جسدي وقلبي يريد التمزق ,
أحاول أن أوصل للجندي نظرات الحقد من تحت عيني المعمتين وبلهجتي المستهتره عند طرحه للأسئلة
ثلاث ساعات ونحن مستلقون على الأرض لا نستطيع الحراك ولا النظر إلي شئ ,,
بعدها أحس المرتزقة " الجنود" بحركة مكثفة من اهل البلدة بحثا عنا ,,ذعر الجنود وخصوصاً أنهم في العراء لوحدهم من دون مساندة ,,
فلم يكن لهم خيار إلا وإطلاق سراحنا بعد "تعليمه علينا" لإشعارنا بأنهم أعظم منا بضرب "كف" لكل منا ونحن مقيدون
أفلتونا وذهبوا ليختبئوا إنتظاراً "للجيب" الذي سينقلهم ,,
::::::::::::::::::::::::
ربما لن يكون هذا المشهد الأخير ولن يكون غريباً على اي شخص غيري حدث له ما حدث لي ,
لكن سنبقى هنااا ,,
ويزداد فينا شغف الكفاح
وكل صفعة ونحن جميعاً أقوى